"طرق التدريس"
مدرس المادة:
مبارك بامعلم الماجيستير
مسوان
محمد دانو كورنيادي
إمام روحاني
محمد حافظ محمودي
قسم التعليم اللغة العربية
كلية التربية و التعليم
جامعة علي بن أبي طالب الإسلامية سورابايا
2016
-------------------------------------------------------------------------
المقدمة
إن
الحمد لله، نحمده،
ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من
يهده الله؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا
هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
}يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم
مُسْلِمُونَ ) سورة
آل عمران : 102)
}يَا
أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن
نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا
زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكَمْ
رَقِيبًا]{ سورة
النساء : 11 [
.
}يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا
قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً]{ الأحزاب: 71-70. [
أما
بعد: فإن أصدق
الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي
هدي محمد صلى الله عليه
وسلم ، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لا شك في أن المعلم له دور عظيم وتأثير كبير في العملية التعليمية، إذ أنه هو
الوسط بين المتعلم والمعلومات. وهو الذي يختار من المعلومات المقدار اللازم الملائم
للمتعلم. وله أهمية بالغة، ودور كبير في بناء المجتمع وصلاحه. فمعرفة حقائق المعلم
وصفاته أمر مهم لمن يريد الاشتغال في مجال التدريس. ففي هذه الرسالة القصيرة نريد أن
نبحث ما ينبغي أن يتحلى به المعلم من الصفات الحميدة والخصال المحمودة. وقد كتبنا أيضا
فيها خمس صفات المعلم الناجح، في الحقيقة هناك صفات كثيرة لا بد أن يتحلى بها المعلم
ولكن فقد كتبنا فيها خمس صفات تسهيلا للقارء, لعل هذه المقالة تفيد لجميع المسلمين
ونسأل الله أن نزيد علما وفهما.
التعريف
الصفات جمع صفة وهي الحالة التي يكون عليها الشيء من
حليته ونعته : كالسواد والبياض، والعلم والجهل.
المعلم هو من يتخذ مهنة التعليم ومن له الحق في ممارسة،
حدى المهن استقلالا.وكان هذا اللقب أرفع الدرجات في نظام الصناع كالنجارين
والحدادين.
الناجح اسم فاعل من نجح – ينجح بمعنى فاز وظفر بما يطلب.
ومن تلك المعاني
نعرف أن صفات المعلم الناجح هو الصفات التي يتحلى بها المعلم الناجح. ونذكر لكم
خمسة من صفات المعلم الناجح وهي
أ.
الإخلاص
لله تعالى
هي
خصلة تواطأ من ألف من سلف الأمة في أدب المعلم على الوصاة بها. قال الحافظ ابن
جماعة في أدب العالم مع طلبته : الأول أن يقصد بتعليمهم وتهذيبهم وجه الله تعالى,
ونشر العلم, ودوام ظهور الحق, وخمول الباطل, ودوام خير الأمة بكثرة علمائها,
وتحصيل ثواب من ينتهي إليه علمه.
فاعلم
أن عملية التعليم هو من العبادة العظيمة و أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وكما
عرفنا أن العبادة لا تكون صحيحة يرضاها الله سبحانه وتعالى إلا إذا توفر فيها
شرطان، إذا اختلّ شرط من الشرطين بطلت. الشرط الأول هو أن تكون خالصة لوجه الله،
ليس فيها رياء، وسمعة، وكبر وغير ذلك كما قال تعالى : " وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" (سورة البينة
: 5) و من الحديث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال
بالنية.....إلخ". الشرط الثاني وهو المتابعة.
فإنَّ على العامل المسلم أن يخلص العمل لله تعالى
في كل عمل صالح يفعله، وأن يستحضر النية الصالحة قبل وأثناء وبعد العمل، فلا يرجو
بعمله عرضاً من أعراض الدنيا، وإنما يكون شعاره دائماً وأبداً كما قال تعالى: "قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي" (الزمر: 14) وأخص بالذكر
هنا المدرس، فإنه ينبغي له أن يخلص في تدريسه ليكون ذلك أنفع له في دينياه وأخراه.
وقال
الإمام الثوري : "وجب على المعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله لما سبق, وألا
يجعله وسيلة إلى غرض دنيوي, فيستحضر المعلم في ذهنه كون التعليم آكد العبادات,
ليكون ذلك حائثا له على تصحيح النيّة, ومحرضا له على صيانته من مكادراته ومن
مكروهاته مخافة فوات هذا الفضل العظيم, والخير الخسيم".
وحين
يصلح المدرس نيّته، ويطيب طويته يتحول عمله إلى عبادة لله وحده، ويكتب له نَصَبَهُ
وَجَدَّه وكل ما يلاقيه، حسنات عند الله، فلئن كان الرجل يثاب حين يأتي زوجته، أو
حين يرفع متاع الرجل على دابته أو حين يكف لسانه عن القيل والقال، أفلا يثاب من
يحترق على أبناء الأمة ويحمل همهم ؟!.
و الإخلاص أخي المدرس ينتج عنه أن
تتمتع بكل ما يتمتع به الأساتذة الآخرون في الدنيا من مزايا مادية وإجازات, وتزديد
عليهم في الدنيا أنك تتذوق عملك, وتعشق مهنتك فتحبها وتُقْبِلُ عليها, و أن جميع
الساعات التي تقضيها كل يوم في مدرستك, بل في ذهابك وإيابك مدخرة لك عند الله عز
وجل.
ب.
الإتقان
في عمل التدريس
يجب
على كل إنسان الإتقان في جميع أعماله اليومية، لا سيما عمل التدريس لأنه عمل عظيم
لا بد أن يهتم به المدرس. وإذا لا يتقن المدرس في عمله فمن الصعوبة أن يعلم
المتعلم ويفهمه. ومما دل على إتقان المدرس في تدريسه هو:
1.
الإستعداد
للتدريس
نعرف
إتقان المدرس بعلمه ومعرفته فيما يدعو إليه، حتى لا يلقي الدرس على جهالة وضلال لا
سيما في أمر من أمور الدين فهذا لا بد من العلم. وإذا كان إلقاء الدرس في علوم
دنيوية لا على علم من الخطأ الكبير فما بال من يلقي الدرس في أمور دينية لا على
علم ؟ فهذا أكبر و أعظم الخطأ.
ومما دل على وجوب
العلم قبل إلقاء الشيء قال البخاري في
صحيحه "باب العلم قبل القول والعمل". والدليل قوله تعالى "فَاعْلَمْ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد : 19). استدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على
وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل.[6]
ينبغي لمن يريد الاشتغال بمهنة التدريس أن يختبر جدارته فيها واستعد لها. فعلى ذلك
تتوقف سعادته كثير من الأنفس الصغيرة التي يتعهد إليها في تربيتها.
ومن
هذا نعرف أن المعلم لا بد له أن يتعلم ويطلع ويراجع الدروس التي ستلقى في الفصل. وبهذه
الاستعدادات يكون المعلم معلما ناجحا.
2.
الثقافة
الواسعة
من
المعلوم أن العلم واسع والفنون كثيرة وينبغي للمعلم أن يأخذ من كل فن بطرف، وأن
يكون على اطلاع بالفنون الأخرى، ويقول الربيع بن أنس: "اختلفت إلى الحسن
البصري عشر سنين أو ما شاء الله، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل
ذلك".
بنبغي
أن يتمتع المعلم بقدر من الثقافة العامة
في شتى مجالات المعرفة، كما يتمتع بمعرفة مصادر المعرفة المختلفة، وكيفية الحصول
على المعارع منها، وذلك لأنه يتعرض في أحيان كثيرة لاستفسارات الطلاب حول العديد
من الموضوعات وبتطلب ذلك أن يكون المعلم قارئا دائم الاطلاع ، لديه القدرة على فهم
ما يقرأ وتحليله، كما تكون لديه القدرة على ربط ما يقرأه بعمله في مجال
التربية والتعليم.
وكذلك
ينبغي للمعلم أن يتمتع بمعرفة واسعة في مجال المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها،
وتشمل هذه المعرفة طبيعة هذا المجال، وأساليب البحث فيه، وقدر من المعلومات
الرئيسية في فروعه المختلفة.
فسعة
اطلاع المعلم وغزارة علمه يؤدي إلى نضج فكره وقوة طرحه وشدة تأثيره في نفوس
المتعلمين. كما أنه يؤدي إلى ترابط وتكامل سائر فروع المعرفة التي يتضمنها المنهاج
الدراسي.
______________________
المراجع :
1. إبراهيم مصطفى ، المعجم
الوسيط (إستنبول: المكتبة الإسلامية ، 1380هـ)
2. محمد بن عبد الله الدويش، المدرس
ومهارة التوجيه (دار الوطن: الرياض، 1416 هـ)
3. حمد بن صالح العثيمين، شرح ثلاثة الأصول
(عنيزة: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثسمين، 1434 هـ)
4. محمود يونس و قاسم بكري، التربية
و التعليم (فونوروكو: مطبعة دار السلام، 2003 م)
5. حسين بن نفاع الجابري، آداب المعلم في
العملية التعليمية (المدينة: الجامعة الإسلامية، 1431 هـ)
6. أوريل بحر الدين، مهارة التدريس نحو إعداد مدرس اللغة العربية
الكفاء (مالانق: جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية، 2011 م)
7. فواز بن هليل بن رباح السحيمي، اسس منهج
السلف في الدعوة إلى الله (القاهرة: دار بن عفان، 2008) 57
8. سليم بن عيد الهلالي، التواضع في ضوء
الكتاب والسنة (الدمام : دار ابن عفان، 2001 م)
9. صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ، شرح العقيدة
الطحاوية (وزارة الشؤون الإسلامية: الأوقاف والدعوة والإرشاد، 1418 هـ)
وقد دفعت المنافسة المتزايدة الطلاب إلى الحصول على تعليم جيد النوعية. وقد تطورت العملية التعليمية وتطورت على مدى فترة طويلة من الزمن. ويجري تصميم أساليب تدريس جديدة ومعاصرة لتوفير تعليم جيد النوعية للطلاب. هناك العديد من استراتيجيات التدريس، والتي تتبع عادة في الولايات المتحدة. وتشمل هذه الطريقة المحاضرة، وطريقة الحالة، وطريقة المناقشة، والتعلم النشط، والتعلم التعاوني، ودمج التكنولوجيا والتعلم عن بعد.
ReplyDeletemasyaallahhhh
ReplyDelete